أعلنت منظمة مصرية انسحابها من كيان عالمي للأشراف يسعى الزعيم الليبي معمر القذافي لتأسيسه وقرروا عدم دعوته لحضور مؤتمرهم السنوي الذي يعقدونه في سيناء في سبتمبر القادم.
وكشف محمد الدريني الأمين العام للمجلس الأعلى لرعاية آل البيت الذي يقول إنه يمثل الأشراف في مصر أن قرار الانسحاب تم ابلاغه رسميا للقذافي بعد أن تبين لهم أن "الجهات الليبية تتلاعب بورقة الأشراف من أجل تنفيذ حسابات سياسية في المنطقة".
واكد لـ"العربية.نت" أن الزعيم الليبي حصل على وثيقة رسمية من نقابة الأشراف المصرية عام 2002 بأنه ينتمي لأل البيت، وبسبب هذه الوثيقة سعى لإنشاء الكيان العالمي للأشراف تحت رعايته، وكان ينوي عقد مؤتمر في سورية، وحضور مؤتمر في سيناء.
وقال الدريني إنهم "تعرضوا لملاحقات وانتهاكات خطيرة نتيجة ارتكاب لجنة التحضير الليبية لكيان الأشراف العالمي للعديد من الأخطاء". وأضاف انه استقبل في العام الماضي بمنزله الوزير الليبي محمد الشحومي مبعوثا من القذافي ليطلب مشاركتنا في مؤتمر للأشراف في ليبيا، فرحبنا بذلك وتحفظنا على تواصلهم منذ سبع سنوات مع نقابة الأشراف المصرية التي منحت القذافي وثيقة النسب لآل البيت".
وأشار إلى أنه بعد "سفر وفد من المجلس الأعلى لآل البيت مكون من 15 شخصا إلى ليبيا ولقاء العقيد القذافي وما دار بينه وبينهم من حوارات، توصلنا إلى ضرورة انسحابنا من هذا الكيان كي لا نشارك بدورنا في تضليل الأشراف، خاصة أننا كنا أصحاب فكرة تدخل القذافي في ملف الحوثيين باليمن، فجاءت النتائج عكسية تماما ولم تستفد حركة الحوثي أو الهاشميون عموما في اليمن من هذا التدخل سوى بالتأثير السلبي".
استقطاب ليبي
وكشف الدريني عن تعرض "رموز المجلس الأعلى لرعاية آل البيت لمحاولات استقطاب من القيادة الليبية، ومورست ضدهم أمور لا تتناسب مع قناعات الأشراف، مما دفعنا إلى قطع العلاقة تماما مع هذا الكيان العالمي الذي يسعى لتأسيسه الزعيم الليبي"
وقال الدريني "قمنا بتحذير قيادات أشراف اليمن والأردن والمغرب ودول أخرى من التعامل مع هذا الكيان، وأدى ذلك إلى فشل مؤتمر كان مزمعا عقده في دمشق يوم 29 ابريل الماضي، كما أن السوريين أخبرونا بعدم علمهم بهذا المؤتمر بعد أن أعربنا عن امتعاضنا حيث أن الدعوات الليبية لحضور المؤتمر أكدت مشاركة الرئيس بشار الأسد في جلسة الافتتاح".
وكشف أيضا أن القيادة الليبية استطاعت عقد مؤتمر للأشراف في القاهرة يوم 15 سبتمبر الماضي رغم اعتراض الجهات الأمنية المصرية وأرسلت صورا منه لوسائل الاعلام، وأشار إلى أن ذلك "جعل أشراف مصر يتيقنون بأن المسألة تدار لمصالح سياسية بحتة، وأنهم مجرد ورقة للعب بها".
أغروني بوظيفة وراتب كبير
وقال لـ"العربية.نت": تعرضنا من جانب الليبيين لمحاولات التمزيق والاغراء، وعرضت علي شخصيا وظيفة وراتب خيالي، فالشخصيات المحيطة بالقذافي تدير هذه اللعبة، وقد طلبوا منا في هذا الاطار اعتبار المجلس كيانا للأشراف المصريين فقط وتعرضنا لضغوط رهيبة لاثنائنا عن الملف الشيعي رغم ان القذافي خلال لقاءاتنا معه تحدث مطولا عن حقوق الشيعة.
وتابع: هناك كثير من الأمور التي قيلت لنا لم نجد فيها أي مصداقية، فإذا كان رئيس دولة يحدثنا ويعرض علينا التوسط لدى الرئيس مبارك لحل مشاكلنا مقابل وقف حملاتنا، فكيف نفاجئ بأشياء تجري ضدنا عكس ذلك تماما.
وقال الدريني "الوزير الليبي محمد الشحومي جاء إلى منزلي بحضور 15 شخصا من قيادات أشراف مصر وعرض تقديم مساعدات مالية لنا، فأبلغته رفضنا الكامل لأي معونة واننا سنعتمد على أنفسنا، ولم نتسلم منهم أي شئ ولا نريد شيئا".
واستطرد: أدركنا أن تحركهم لا يأتي إلا من باب لا نعرفه ولا ندرك خفاياه ويتصادم تماما مع قناعاتنا وامنياتنا. وقد كان القذافي من خلال لقاءاتي المتعددة به، حريصا على أن يؤكد اهتمامه بالأشراف وقدراته اللا محدودة على المساعدة. أما الحديث عن مشاركته في مؤتمرنا السنوي القادم في سيناء فقد جاء من خلال الصحف، ثم تلقينا اتصالا من مسئول ليبي بأنه بالفعل سيحضر، فطلبنا منه خطابا رسميا موجها للدولة، لكننا تراجعنا عن ذلك لأن الحديث عن حضوره معناه الغاء المؤتمر، وبذلك نؤكد أننا لم ولن نوجه له الدعوة للحضور.
وعبر عن استغرابه من توجهات القذافي بشأن ورقة الأشراف قائلا "لم نعد نعرف ما الذي يريده على وجه التحديد، فإذا كان يريد تجميعنا فلماذا عمد إلى تفكيكنا، وإذا كان يريد مساعدتنا فلماذا تصرفت قياداته بطريقة نتجت عنها اعتقالي في مطار صنعاء لمدة 12 ساعة، واعتقال يمنيين في القاهرة".
توصيل رسالة غامضة
وأضاف أن "الليبيين الذين يمسكون بملف الاشراف يتصرفون بأسلوب يوحي للآخرين أن هناك مؤامرة يتم التخطيط لها، كأنهم يهدفون أن يصل هذا الايحاء إلى جهات معينة بهدف الضغط عليها عبر استخدام رموز قوية للأشراف التي يمكن فعلا الشك حيالها بأنها تدبر لشئ ما، مع أنه ليس لنا علاقة من قريب أو بعيد بما يدور في عقل القذافي ومسئوليه.
وقال الدريني: رغم لقاءاتنا المتعددة مع القذافي ومع عدد من المسئولين الليبيين، فوجئنا بدعوته للدولة الفاطمية مترامية الأطراف، لقد تلقينا نحن الوفد المصري دون الوفود كلها هذا الخبر بشئ من الدهشة، كوننا نعلم ومن واقع المفاوضات التي جرت معنا في ليبيا أنهم يريدون منا الابتعاد تماما عن الملف الشيعي.
وعقب مضيفا: يبدو أن هذا الاعلان ينطوي أيضا على أمور لا نعرف تفاصيلها مثل الأمور التي اتضحت لنا لاحقا بخصوص تعاملهم معنا، وقد صمت العقيد القذافي ولم يرد عندما طلبته بأن يهتم بأفريقيا ويترك موضوع الأشراف تماما.