بدأ اللقاء بين السفيرين الأمريكي والإيراني في العراق صباح الاثنين 28-5-2007، في مقر إقامة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ببغداد, في أول محادثات رسمية على هذا المستوى بين البلدين منذ 1980.
وستتركز المباحثات حول بحث كيفية الحد من أعمال العنف الطائفي في العراق، حيث من المتوقع أن يدعو المسؤولون الأمريكيون إيران إلى الكف عن تسليح وتمويل الميليشيات الشيعية.
ولا يتوقع المسؤولون الأمريكيون إحراز أي انفراج كبير من هذه المحادثات التي تأتي في الوقت الذي تجري فيه سفن حربية امريكية مناورات حربية في الخليج ومع اعلان طهران انها كشفت شبكات تجسس في أراضيها تديرها الولايات المتحدة وحلفاؤها.
ويترأّس الوفد الإيراني إلى المباحثات سفير طهران السابق في العراق حسن كاظمي قمّي، فيما يمثّل الجانب الأمريكي السفير لدى بغداد رايان كروكر.
أوراق المقايضة
ويقول كروكر انه لا يتوقع "اي انفراجات مذهلة ومفاجئة" من اللقاء. ويقول مسؤولون امريكيون انه سيضغط على ايران لاتخاذ خطوات للحد من العنف في العراق.
وعرض الجيش الامريكي خلال الاشهر القليلة الماضية نوعا مدمرا من القنابل التي تزرع على جانب الطرق واسلحة اخرى تقول ان ايران تزود بها الميليشيات الشيعية كي تهاجم الجنود الامريكيين. كما يقول الجيش الامريكي ايضا ان الميليشيات الشيعية تتلقى تمويلا وتدريبا في ايران.
وفي فبراير/شباط احتجزت القوات الامريكية خمسة ايرانيين متهمين بأن لهم علاقات بالحرس الثوري الايراني مما اغضب ايران التي تصر على انهم دبلوماسيون.
ويمكن ان يكون مصير الخمسة ورقة مقايضة يطرحها الامريكيون على المائدة، رغم ان وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي قال الاسبوع الماضي انه تلقى تأكيدات من زيباري بأن من الممكن الافراج عنهم بحلول 21 يونيو/حزيران.
ورغم انقطاع العلاقات على مدى 27 عاما، الا ان مسؤولين على مستوى متوسط من البلدين عقدوا لقاءات بين الحين والآخر وكان احدثها لبحث الوضع في افغانستان قبل الحرب التي قادتها الولايات المتحدة للاطاحة بحركة طالبان وبعدها ايضا.
شبكات تجسس
واستبقت ايران اللقاء المرتقب باستدعاء السفير السويسري في طهران، أمس الأحد، لتندد بما تقول انه دعم أمريكي لشبكات تجسس داخل الجمهورية الاسلامية.
وتمثل السفارة السويسرية المصالح الامريكية في ايران لان واشنطن ليست لها سفارة هناك منذ عام 1980 عندما احتجز طلاب ايرانيون 52 أمريكيا لمدة 444 يوما.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الايرانية عن المسؤول بوزارة الخارجية أحمد سبحاني قوله "أبلغت ايران السفير اعتراضها القوي على تدخل أمريكا وأجهزة مخابراتها العداوني في شؤون الدولة الايرانية".
وذكرت وزارة المخابرات الايرانية أنها كشفت شبكات تجسس على اراضيها نظمتها القوات المحتلة في العراق وجماعات عراقية. وقال سبحاني الذي أبلغ السفير السويسري باعتراض ايران "تم اكتشاف شبكات تجسس توجهها أجهزة المخابرات الامريكية في الآونة الأخيرة في غرب وجنوب غرب ووسط ايران".
ولم يتضح ان كانت "شبكات التجسس" لها صلة باعتقال ايران لمجموعة من الامريكيين من أصل ايراني في الاونة الاخيرة وبينهم الباحثة المقيمة في الولايات المتحدة هالي اصفندياري التي اتهمتها الوزارة بأن لها صلات بمساع لتقويض الحكومة الايرانية. ورفضت الولايات المتحدة الاتهامات ودعت للافراج عنها.